
كراسة الأنشطة الكتابية الداعمة
بعد الانتهاء من مهمة الكتابة، باعتماد كراسة الأنشطة الكتابية الداعمة، يتم تصحيح إنجازات التلاميذ عن طريق مقارنة الإنتاجات الكتابية للتلاميذ !بالنموذج الخطي بغرض التصويب والتعديل وتصحيح ما يلزم، مع إماطة اللثام عن الثغرات قصد دعمها في الوقت المناسب تفاديا لتراكمها. كل هذا يتم أمام ناظري المدرس والمدرسة؛ بهدف التدخل الفوري والمستعجل! لتقديم المساعدات اللازمة والتوجيهات الضرورية والإرشادات القيمة.
حصة النقل
في مستهل حصة مكون النقل، يعمل الأستاذ جاهدا على مراقبة التمارين والأنشطة المنزلية التي طالب أفراد جماعة القسم بالقيام بها خلال الحصة المنصرمة. ليستحضر المتعلمون والمتعلمات بعد ذلك ما تم الترويج له من عبارات متضمنة للحروف قيد الدراسة.
يتم استثمار هاته المصطلحات وتكتب على السبورة مع متابعة التلاميذ الذين يقرؤونها قراءة فردية جهرية. دون أن يغفل الأستاذ الإشارة إلى مقاسات الحروف والطريقة السليمة لكتابتها.
بعد هذا وذاك، توكل للتلاميذ مهمة نقل هذه الكلمات على دفاتر الفصل الدراسي، ليتم التصحيح بعدها فرديا ثم جماعيا. ويقتصر دور الأستاذ والأستاذة في هذا السياق على التوجيه وإسعاف الحالات المتعثرة! التي تجد صعوبات جمة في إنجاز العمل المطلوب والقيام به على أحسن وجه.
تجدر الإشارة في هذا الإطار،لا بد من اعتماد مبدأ التدرج كخيار استراتيجي في غاية الأهمية ! بحيث أن حصة النقل يجب أن تقتصر في البداية فقط على نقل الكلمات البسيطة والمقاطع، ليتم التدرج في ذلك خلال الأسابيع اللاحقة ليضحى المنقول جملا قصيرة بدل تلك العبارات السهلة التي غالبا ما تكون في متناول الأغلبية الساحقة من التلاميذ والتلميذات.
من هذا المنطلق بالذات؛ لا يجب على المعلم والمعلمة أن يغفلا رسم علامات الترقيم التي تحويها هذه الجمل بين طياتها. لهذا فمن الضروري إرشاد التلاميذ وتوجيههم وتنبيههم إلى حتمية اعتماد وسائل الترقيم التي يمكن اعتبارها إذا جاز التعبير بهارات وتوابل تضفي على الجمل والنصوص البسيطة نكهة خاصة.
حصة الإملاء
يدون الأستاذ ما راج ضمن تمفصلات مكون القراءة، ولم يتم استثماره على السبورة من مقاطع الحرف؛ سواء مرفقا بالحركات الطويلة أو القصيرة أو التنوين؛ وجمل بسيطة وكلمات وعبارات مختلفة! حسب كل مرحلة على حدة. وتقرأ سواء فرديا أو بشكل جماعي قراءة مستقلة.
يتم بعد هذا وذاك، اعتماد التدريب المستمر على الألواح كوسيلة محورية لترسيخ الكلمات في أذهان المتمدرسين والمتمدرسات، استعدادا لمحطة الإملاء. بعدها يكتبون على الدفاتر ما يمليه عليهم أستاذهم الذي ينطق المنتوج الإملائي بشكل في غاية الوضوح كما بصوت مسموع وبنطق سليم.
كل هذا يتم وفق مبدأ التدرج حسب مستوى التلاميذ! من خلال الاعتماد على كراسة الأنشطة الكتابية الداعمة أخذا بعين الاعتبار الفروق الفردية والجماعية بينهم. ليسدل الستار على ما أملاه المعلم بإعادة قراءته بتؤدة وروية، ويمنح الفرصة لبعض المتعلمين من خلال إشراكهم في إعادة قراءة هذا المولود الكتابي الجديد إذا صح التعبير قصد تدارك بعض ما فاتهم! ليتم الانتقال إلى محطة أخرى مهمة ألا وهي التصحيح الذي يتم بطرق مختلفة: فرديا، ثنائيا أو جماعيا.
تقويم ودعم الحكاية
تتم مساعدة التلاميذ على التعبير بأريحية مطلقة؛ عن مجمل أحداث الحكاية قيد الدراسة بجمل في غاية البساطة، تحوي بين طياتها الحرف المروج له خلال الأسبوع؛ وذلك من خلال طرح جملة من الأسئلة المعالجة للموضوع.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مكون الاستماع والتحدث؛ يشكل قنطرة عبور نحو مكوني القراءة والكتابة! بمختلف تمفصلاتها المتجلية في النقل، والخط، والإملاء مع التعبير الكتابي بتوظيف ما يسمى الطريقة التفاعلية! حسب مستجدات المنهاج التربوي الأخير، وستكون لنا عودة لهذا الموضوع في قادم المناسبات.
الوضعية التواصلية لمكون الحكاية
تشكل هذه المرحلة تحصيل حاصل،فإذا كانت الحكاية هي منبع النهر، فلا بد للوضعية التواصلية أن تسمى مصب النهر. فمن خلالها يتم استدماج عدد لا بأس به من الأغراض التواصلية! المحضة والأساسية في الحياة اليومية للمتعلم والمتعلمة: كأن يُستدرج المتعلم للقيام بطلب معلومات متعددة حول موضوع معين، أو يسدي نصائح تفضي إلى تغيير بعض السلوكيات المشينة في المجتمع ،كأن ينصح أحد جيرانه بالإقلاع عن التدخين الذي يعتبر آفة العصر، ويسدى بعضها إلى أحد زملائه بعدم رمي الأزبال في الساحة. كل هذا يعود بالنفع لا محالة على الوسط الذي يرزح فيه.
بالإضافة إلى هذا وذاك، يقدم اعتذارا بعد ارتكاب خطأ مقصود او غير مقصود، ويقدم نفسه لأشخاص يلتقي بهم لأول مرة في حياته، أو يعبر عن رأيه دون إقصاء أو تهميش للرأي الآخر ولو كان مخالفا لرأيه. ناهيك عن تقديم الثناء والشكر والتحية !والتوجيهات والإرشادات لزائر لمدينة جديدة، وينهى عن أفعال قد تسيء إلى منظومة القيم المجتمعية وما إلى ذلك.
وعلى هذا الأساس بالضبط، يمكن القول أن الوضعية التواصلية المقترحة في منهاج القسم الأول من التعليم الابتدائي؛ تعهد استثمار أفعال كلامية مختلفة مناسبة تتميز بالتدرج وتلامس مستوى المتعلمين والمتعلمات! وترتبط بمحيطهم وبمعيشهم اليومي عن طريق استخدام ظواهر لغوية شتى، وأساليب تروج الرصيد السيميائي الذي يحقق التكامل والانسجام مع تيمة الوحدة المدروسة.
جزاكم الله خيرا