مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة

admin2948 19/03/2022 الفروض, المستوى الثالث 2 تعليقات 2,050 زيارة

مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة

أشرقت شمس صباح يوم جميل، في إحدى القرى النائية التي تقع على مقربة من قدم جبل شاهق، بجماعة تقع في الريف تدعى إجرمواس، بينما أنجز أستاذ مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة، وقف الفلاح المجد عبد السلام إلى جانب حبات القمح الذهبية بعد ان قام بمجهود مضني جبار من خلال درسها في الجرن وفصلها عن أكوام التبن المتناثرة في كل مكان.

كانت كمية القمح لا بأس بها، فسر الفلاح المجتهد بذلك وسر كثيرا وقال بعد تنهيدة تنم عن مدى تعلقه بأرضه وعشقه لحبات ترابها: الحمد لله الكثير النعم، إن مجهوداتي الجبارة لم تذهب هباء منثورا، فلقد اعتنيت جيدا بهذه الأرض وسقيتها كثيرا وبذلت الغالي والنفيس في سبيل مردود حسن، مما جعل حبات القمح تنضج بشكل ممتاز. وها هي ذي النتيجة أمام عيني.

مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة

لا شك أن كلامه هذا لم ولن يعجب المعدات التي قد تستشيط من الغضب وفي أولها المحراث الخشبي التقليدي. حيث قال في نبرة حادة تمتزج بالعتاب والتأنيب: هل أنت متأكد مما أدليت به للتو أيها الفلاح؟هل حرست التلاميذ عندما كانوا يجتازون مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة هل فعل أنجزت كل هذا لوحدك؟ لماذا تفتخر بما قمت به في حين أنني لم آت على لسانك علما أنني ضحيت بما يكفي من الجهد والوقت الثمين كي أحرث الأرض؟ فروض

أو تعتقد أن بإمكانك أن تحرث الأرض لوحدك دون مساعدتي؟ وهل سينبت القمح لولا شقي للتربة؟ فما عهدت منك هذا الجحود أيها الفلاح. رد الفلاح مبتسما: لقد صدقت يا محراثي الجميل، فدورك كبير ولا يستهان به من أجل التحصيل.

الساقية

لحظات قليلة بعد حوار الفلاح مع المحراث، سمع خرير المياه الجارية على الساقية، فنظر حوله فوجد الساقية مشيرة إليه بعتاب: لماذا استثنيتني أيها الفلاح؟هل نسيت أنني قمت بدور محوري في سقي جميع أنواع الحبوب والخضر والفواكه والأعشاب؟ فلولاي لما خرجت هذه الأخيرة إلى الوجود واخضرت الأرض اخضرارا، وأزهرت الورود. رد عليها الفلاح، سامحيني عزيزتي الساقية، معك حق.

الفأس

بعد ذلك ظهرت الفأس وقالت في نبرة تنم عن الغضب الشديد: المرحلة الثالثة لقد اكتفيت بذكر نفسك ونسيتني أيها الفلاح الناكر للجميل. لقد عزقت الأرض لإزالة النباتات والأعشاب الضارة أيضا. رد عليها الفلاح محاولا تهدئتها: أجل لقد نسيتك عن غير قصد، أرجو أن تسامحيني.

المذراة

ما إن أنهى حديثه مع الفأس المنزعجة حتى برزت المذراة وهي مكشرة عن أسنانها الحادة المعقوفة، وتقفز في حركات مشاكسة وكأنها جني مارد لتقف أمامه وتقول: ما هذا الذي صدر عنك يا فلاح؟ إنني هنا قصد المطالبة بحقي المتمثل في الاعتراف بمختلف الخدمات التي أقوم بتقديمها منذ سنين خلت، لقد أدركت أنك تفتخر بنفسك أيما افتخار ونسيت جميع من ساعدوك لتدرك مبتغاك وأهدافك وفي مقدمتهم أنا.

لقد بذلت مجهودا مضاعفا قصد لفصل التبن عن الحبوب، وحمل جميع كومات التبن التي تراها الآن أمام عينيك. رد عليها الفلاح مهدئا من روعها من خلال ابتسامة عريضة: أجل، أنت محقة يا هذه.

الثور الهائج

ما لم يتمم حديثه مع المذراة المستشيطة امتعاضا حتى سمع خوار ثور ضخم متجها في خطوات واسعة نحوه قائلا: لقد نسيتني يا صديقي الفلاح، أعتقد أن مكانتي أكبر من الجميع، فلولاي لما تحرك المحراث من مكانه والنورج أيضا. أنا من يقوم بإدارة الساقية، فإن ألغيت دوري لن تدور تلك الساقية ولا اشتغل النورج أو سقيت حبات القمح المزروعة تحت التراب، فأنا من قطع عيدان القمح قاطبة. أتنكر عظيم فضلي عليك في رمشة عين وبجرة قلم دون أي تفكير في عواقب ذلك؟

عندما أنهى حديثه مع الثور فوجئ الفلاح المجد بجميع أفراد طاقم مساعديه مصطفين أمامه في انتظام معاتبين إياه في سخط واستياء كبيرين، الفضل يعود لنا جميعا، فلولا مجوداتنا المضنية الكبيرة بل الجبارة لما نبت القمح وأكلت الخبز.

أدرك الفلاح بعد ذلك الأخطاء الغير المقصودة التي ارتكبها في حق معاونيه الأوفياء،فوعدهم وعد شرف بتصحيح مراقبة مستمرة المستوى الثالث المرحلة الثالثة. كما أنه لن يستثني أحدهم من الشكر والثناء الكبير، فلهم يرجع كامل الفضل فيما هو فيه الآن من نعم متعددة، ولولاهم لما زرع ونبت الزرع ودرس وحصد. إنهم يقومون بعمل كبير متسلسل يكمل كل واحد فيهم الآخر.

في نهاية المطاف، اعتذر منهم جميعا وأخبرهم أن يعودوا على الفور إلى عملهم لأن مهامهم كبيرة ووعدهم انه سينظم حفلة كبيرة خاصة على شرفهم لتقديم اعتذار رسمي يليق بمقامهم أمام جميع الفلاحين والمزاعين، فهم طبعا كالسلسلة إذا نقصت إحدى حلقاتها اختل التوازن وبتر العمل وضاع المجهود وكسرت شوكة العمل التعاوني.