
ملخصات النشاط العلمي للمستويين 5و6
أصبحت الثقافة والحضارة والفكر والأخلاق وكذا ملخصات النشاط العلمي للمستويين 5و6 تشبه قطرة ماء ففي بحر التفاهة والرعونة واللاأخلاق. أولا، فكل من لا فكر له ولا قيم صار يغزو مواقع التواصل الاجتماعي. هذه الأخيرة، فتحت الباب على مصراعيه للجميع دون مساواة أو استثناءات.
من هنا تطرح أسئلة متشعبة من قبيل: أين يكمن الخلل إذن؟ هل في محتوى التفاهة أم في المتتبعين أنفسهم؟ من الذي سهر على إنتاج في هذا الفكر الرديء الذي أضحى يغزو العالم برمته بين عشية وضحاها؟ علاوة على ذلك؛ كيف أصبح هذا الفكر الجديد يطل علينا من ردهات المجهول في كل يوم وليلة من خلال وسائل التواصل؟ كيف ساهمت التكنولوجيا في تغلغل هذا النمط الحديث؟
على سبيل المثال لا الحصر، بين عشية وضحاها، حمل من يسمون أنفسهم بالمؤثرين الاجتماعيين مشعل الشهرة المزعوم، وأصبح يضرب بهم المثل في جميع مناحي الحياة تقريبا. فلقد صاروا يهيمنون على الشاشة كما على المشهد الإعلامي في برامج تناسلت بسرعة فائقة كالنار في الهشيم. والأهم من ذلك والأنكى، أن قنواتنا للأسف الشديد صارت ترجح تحت ضغط الربح المادي، فهمشت مت حيث لا تدري العلماء وحاملو مشعل الفكر.
من المسؤول إذن؟
في زماننا وفي قنواتنا هذه الأيام، هيمنت الرعونة الفكرية والأخلاقية على المشهد بالتواجد في برامج كثيرة دون رقابة أخلاقية أو قيمية. على سبيل المثال، خلال برامج رمضان الحالية، هناك من المشاهد التافهة التي يندى لها الجبين.أولا، ففي أحد المسلسلات، يتم الترويج للسيجارة الالكترونية سواء عن قصد أو عن غير قصد.
انطلاقا من هذا المثال الحي، يجب أن نطرح مجموعة من الأسئلة المهمة: لماذا كل هذا التعنت في إرسال رسائل مشفرة تدفع المراهقات من بناتنا والشابات على حد سواء إلى عدوى التقليد الأعمى واقتناء السجائر الالكترونية!
في خضم هذا الصراع الضاري بين الأخلاق واللاأخلاق، لمن ستؤول الغلبة إذن؟ نحن نعلم علم اليقين أن المشهد تهيمن عليه ثقافة التفاهة والاستهلاك، لكن أكيد أن العبرة بالخواتيم، ولا يصح إلا الصحيح في نهاية المطاف.
إن التفكير دائما منصب حول من الذي أعطى لهؤلاء الحق في نشر هذا البؤس الفكري؟ من الذي منحهم هذه الفرصة السانحة حتى تخيم تفاهتهم المقيتة على المشهد الإعلامي الذي من المفترض أن يحضى برقابة كبيرة! أين رقابة الضمير المهني الحي؟ هل اضمحلت الأخلاق وحلت محلها التفاهة إلى هذا الحد؟ لماذا يجد أطفالنا أنفسهم وجها لوجه لاستهلاك هذه الإنتاجات العفنة؟ أسئلة متنوعة تنبع من صميم الأخلاق والقيم تطرح نفسها بشدة عسى أن تجد إجابات شافية.
أحيانا، يعجز اللسان عن التعليق عن بعض المشاهد التي تحمل بين طياتها العدم! أي نعم، تحليلها يوحي لك أن الساهرين عن هذه الأعمال لا يفقهون شيئا في المجال الذي يشتغلون فيه. إذ من المفترض هيمنة الإبداع والفكر السليم والثقافة العريقة التي تنهل من مقومات كياننا وأخلاقنا! وهذه وجة نظر النقاد أيضا.
النقد والمقارنة
إن النقاد ينتقدون وبشكل لاذع هذه الانتاجات السينمائية والسيتكومات والمسلسلات بل وحتى الوصلات الإشهارية التي لا تحمل أي رسالة. علاوة على ذلك، هذه الترهات تحمل بين طياتها مشاهد دون المستوى، ويتم الإصرار على عرضها دون خجل أو حشمة تذكر.
حينما توضع مقارنة بين التفاهة الفنية عندنا، وما يعرض من نفس البرامج في بعض الدول الأخرى التي لها تقريبا نفس إمكاناتنا الإنتاجية، نجد المفارقة الغريبة والعجيبة. ونلمس أنها تتفوق على برامجنا بسنوات ضوئية. ليستمر مسلسل تبديد هذه الأموال الطائلة التي نساهم فيها أيضا من جيوبنا دون رقابة أو محاسبة.
لهذه الاعتبارات الكبيرة والمتعددة، ينبغي إعادة النظر فيما يذاع سواء على القنوات العمومية التي تستخلص مجموعة من الرسوم من بؤس الفقراء والمساكين المغلوب على أمرهم لأن السيل قد بلغ الزبى حقيقة. وفي ذات السياق، يجب محاسبة كل من سولت له نفسه اللعب على الوتر الحساس لقيمنا وأخلاقنا وحضارتنا التي لاتمت بصلة لكل ما يصول ويجول في قنواتنا، ناهيك عما تعج به مواقع التواصل الاجتماعي.
لتحميل ملخصات النشاط العلمي للمستويين 5و6 التي أعدها وصممها الأستاذ سعيد الميس، يمكنكم الضغط عبر الروابط التالية:
تمارين دعم الرياضيات القسم الخامس
تمارين دعم الرياضيات القسم السادس
yes